عبد الله باجبير
يهرب الشاب من الزواج بسبب الشروط التعجيزية التي يطلبها أهل العروس .. كالعمل في شركة راقية .. وبراتب كبير ودفع مهر يراوح بين 40 ألفا و70 ألف ريال وقد يصل إلى 100 ألف .. إضافة إلى السكن المستقل وفي حي راق، والزواج في صالة فخمة شهدت أعراس كبريات العائلات السعودية .. وقد تصل تكلفتها إلى 100 ألف ريال .. يعني بحسبة بسيطة يحتاج الشاب مبدئيا للزواج: المهر 100 ألف .. الفرح 100 ألف، والشقة الشيك بأثاث فاخر مبلغ يتجاوز حدود إمكاناته، بل إمكانات شخص يعمل منذ سنوات طويلة وليس شابا حديث التخرج والعمل .. يهرب الشاب أيضا عندما تشترط الزوجة مواصلة دراستها والعمل بعد التخرج والراتب لها ولا يأخذ منه شيئاً.
وكذلك اختلاف العادات والتقاليد يلعب دوره في الشروط التي تؤدي إلى عزوف الشباب عن الزواج .. فالبعض يشترط ذهبا للزوجة ووالدتها ومن أفخم الموديلات والماركات والأسماء الشهيرة .. والبعض يطلب سيارة آخر موديل.
لهذا كله يهرب الشاب من الزواج ولكن بالمقابل هناك جيش من الفتيات يدخلن مرحلة العنوسة بسبب إحجام الشباب عنهن والمغالاة في طلبات أولياء أمورهن .. الذين يظنون أنفسهم في بازار يعقدون خلاله الصفقات، والذي يدفع أكثر ينال درة التاج أو الجوهرة المكنونة .. لهذا يهرب الشباب من الزواج ويبحث عن بدائل كزواج المسيار ففيه لا تشترط النفقة، وتوفير السكن، وعدم المبيت، إلا وفقا لرغبة الزوج.
ظاهرة تثير القلق وقد انتشرت فعلا في محافظة (بقيق) وهذا ما أكده المأذون الشرعي الذي يعمل فيها منذ عشرين عاما ''إبراهيم فهد الشيوي'' الذي أكد وجود مئات الشبان ممن تجاوزا الـ 30 وحتى الـ 40 من دون أن يدخلوا القفص الذهبي .. والسبب بمنتهى البساطة بسبب التكاليف الباهظة للزواج .. وإن كان لا بد من الزواج فالديون ستتراكم على هذا الشاب المقبل على حياة جديدة وسيبدأها مكبلا بسدادها وإلا الحل في أيدينا أن نساعد هؤلاء الشباب بالتخفيف عنهم وعدم المغالاة في المهور والطلبات ومساعدتهم بتقديم العون، وإلا فلن يجدوا من يتزوج بناتهم وتلك مشكلة أعظم
.