أقف ..
والوصفُ هنا ليسَ دقيقًا للغاية !
فبكلِّ هذه الانحناءت والانكسارات ..
لا يمكن أن يُسمّى وقوفي ..
وقوفًا !
إنني تقريبا أقف .. !
لا يسندني شيء ..
أعني لا يسندني أحد .. !
وأشعرُ باهتزاز كلِّ خليةٍ في جسدي ..
رغمَ أنّني أحاول أن أتماسك ..
وقبلَ أن أنهار ..
أتشبثُ بنفسي ..
أحتضنُ ذاتي بقوة ..
ثمّ أنكمش ..
و أسقط !
لقد انكسرت الآن ..
انكسرتُ تمامًا !!
وأصحو ..
وأبحثُ عن جداري .. !
هذا الجدارُ هنا ..
هو مكانٌ آمن ..
أحتمي به ..
كلَّما امتلأتُ بالحزن ..
و شعرتُ أنّني بحاجة إلى حضن .. !
أرتمي بينَ ذراعاته ..
خائفة !
ويضمني بدفء !!
ثمَّ أبدأ بالبكاء .. !
وبكائي ..
ليسَ دمعًا يفرُّ من سجن أحزاني ..
بكائي ..
أعاصير تدوّي ..
و زلازلُ تدمّر ..
وبراكين تثور ..
بكائي ..
جراحاتٌ تهطلُ بغزارة ..
وعواصفُ تكتسحُ وتجتاح .. !
و أنتفض ..
وأنتفض ..
من شدة الوجع ..
فيضمّني الجدار أكثر ..
وأكثر ..
حتى أهدأ ..
و أرتاح .. !
ويعود كل شيءٍ إلى طبيعته ..
هاهي الشمس ..
وهاهو النور ..
و ها أنا أقف من جديد ..
بلا انحناء ..
و بلا كسور .. !
وأتنفس بارتياح ..
دون رغبة في البكاء ..
ودون جراح ..
إن كلّ هذا لم يكن إلا ..
انكسارًا مؤقتا ..
أعرفُ أنه سيتكرر ..
وكثيرًا ..
لكن ليسَ قريبًا ..
باستطاعتي الآن ..
أن أتماسك من جديد ..
لبضعة شهور !!
بقلمي : القلم الظامئ