قرار «إنهاء الخدمة» يجر الموظفين إلى ويلات «المرض» و«المشكلات الأسرية»
جدة - إيمان السالم - الحياة
تنوعت الانعكاسات التي ضربت الموظفين المتضررين من إنهاء عقد شركة الصيانة والتشغيل في مستشفى الملك عبدالعزيز ومركز الأورام، إذ جر القرار عليهم ويلات المرض والمشكلات الأسرية، ما دعا البعض منهم إلى البقاء لأيام في المستشفيات، في حين هدد البعض الآخر بتطليق زوجاتهم بعد أن حصلوا على لقب «عاطلون».
وأمام ذلك لم يكن غريباً أن تنتهي الحال بعصام أحمد حدادي إلى أحد «أسرة» المستشفى نفسه، بسبب انهيار حدث له عقب سماعه قرار فصله، وشكا حدادي (سعودي) حاله لـ «الحياة» قائلاً: «أعاني من مرض (الانيميا) من فترة، وحين سمعت خبر فصلي لا أدري عن نفسي إلا وأنا على سرير المستشفى الذي كنت أعمل فيه، وكان الخبر أكبر من أن أستوعبه».
وزاد: «أنا لست مسؤولاً عن نفسي فقط، إذ إنني متزوج، ولا أخفيكم أن فكرة الطلاق راودتني بعد ما جرى لي، كنت من قبل أضارب الحياة وصعابها براتب 1800ريال، ولكن بعد الذي حدث ماذا أعمل الآن حين تم قطعه».
وعلى نفس الوتر، عزف عبدالله علي الشمراني لحن المرارة والاستياء قائلاً: «أمضيت أكثر من خمس سنوات في المستشفى أعمل مسؤول حركة، وأتقاضى راتباً وقدره 1200ريال سعودي فقط، كنت على رغم قلته صابراً أملاً في الترسيم الوظيفي الذي وعدونا به منذ عامين، بيد أننا تفاجأنا بتسريحنا من المستشفى من دون سبب جلي.
وتابع: «لم أفكر وقتها إلا في أطفالي الخمسة، ماذا أطعمهم وماذا أفعل حسبي الله ونعم الوكيل».
وأضاف: «لم يرض مدير المستشفى مقابلتنا أو حتى سماع شكوانا أو تبرير ما حدث».
ولم تدع الهستيريا وثورة الغضب الموظف فهد المطيري من ترديد عبارة «إن تم تسريحي من العمل سأطلق زوجتي»، وتساءل بغضب: أين أذهب بها؟ لم يبق أمامي إلا أن أمد يدي أنا وهي.
وزاد يقول لـ «الحياة»: «إنني من ذوي الحاجات الخاصة، كنت أعمل في المستشفى مأمور سنترال منذ أكثر من خمس سنوات، أتقاضى مقابل ذلك راتب 1900ريال، الآن قطع الراتب فإلى أين أذهب، قولوا لي ماذا أفعل أريد تفسيراً».
من جانبه، كشف أنور عبدالله الغامدي عدم وجود وعد قاطع بحل مشكلتهم في جميع المحاولات التي أجروها مع جهات الاختصاص، مشيراً إلى عدم الاهتمام من أي أحد تمت مخاطبته بشأن مشكلتهم، مضيفاً ليس أمامنا إلا التسول.
أما عبير طلال سعودية كانت تعمل في مواعيد المستشفى فأوضحت أنها موظفة منذ 6سنوات براتب 1500ريال، تعول بها أسرتها إذ إن والدها منفصل عن والدتها، ولها أربعة إخوة يحتاجون العون، فضلاً عن أنها تدرس في الجامعة، وتساءلت: «من أين سأدفع القسط الذي سيحل قريباً ومدير المستشفى لم يسمح بمقابلتنا أو حتى سماع شكوانا؟».